"سقطتي التي أيقظتني"


تحديات صعبة… لكنها لم تسقطني

ليست كل الأيام وردية، وليست كل الطرق سهلة.
هناك لحظات تشعرين فيها أن الأرض تنسحب من تحت قدميك، وأنك وحدك في ساحة معركة لا أحد يسمع فيها صوتك.
تمرّ علينا أوقات تختلط فيها المشاعر، بين التعب، والخوف، والتساؤل: "هل سأكمل؟"
وتشعرين أحيانًا وكأنك في سباق لا نهاية له، تحاولين أن تظهري قوية، بينما قلبك يهمس لك بالانكسار.

لكن المفاجأة؟
أننا نكمل، ونواصل، وننهض حتى عندما لا نتوقع ذلك من أنفسنا.

مررتُ بتحديات صعبة، شعرت فيها أنني وصلت إلى الحافة.
مسؤوليات تتراكم، ضغوط متزايدة، وأحلام مؤجلة.
مواقف جعلتني أراجع نفسي، وأعيد ترتيب أولوياتي.
كنت أستنزف طاقتي في السعي خلف المثالية، وأنسى أنني بشر، لي طاقتي وحدودي.

كان بإمكاني الاستسلام، أو التراجع، أو حتى الانسحاب بصمت…
لكن شيئًا ما في داخلي كان يقول لي:
"استمري، فهذه اللحظة لا تعني النهاية، بل بداية جديدة بصبرك."

التحديات لا تعني الفشل، بل اختبارًا لقوتنا الداخلية.
هي لحظات تكشف لنا عن طاقات لم نكن نعلم بوجودها.
كل خطوة، وإن كانت متعثرة، كانت تمهّد الطريق لما بعد.
كل صعود، مهما كان مرهقًا، كان يقربني من قمتي الخاصة.

تعلمت أن أثق بنفسي، حتى عندما يشك الآخرون.
تعلمت أن الراحة لا تأتي دائمًا، لكن السلام الداخلي يمكن أن يصاحبنا في وسط العاصفة.
وأدركت أن لا بأس إن بكيت، أو شعرت بالضعف.
ما دمت أعود للوقوف من جديد… فهذا هو الانتصار الحقيقي.

النجاح لا يأتي دفعة واحدة، بل يتكوّن من محاولات صغيرة، من صبر طويل، ومن لحظات صامتة كنتِ فيها على وشك السقوط، لكنكِ لم تسقطي.

إلى كل من يمرّ بتحدٍ الآن:

قد تشعرين أنكِ وحيدة، أن كل شيء ضدك، أن الطريق طويل…
لكن تذكري: أنتِ أقوى مما تتخيلين.
وقد تكون هذه اللحظة الصعبة، هي اللحظة التي تصنع منكِ نسخة جديدة، أكثر وعيًا، وثقة، ونضجًا.

امنحي نفسك وقتًا، لا تستعجلي الوصول.
خذي نفسًا عميقًا، وواصلي…
استمري، ولو بخطى بطيئة.
قوتك ليست في عدم السقوط، بل في كل مرة تنهضين فيها، بهدوء، وثبات، وإيمان داخلي أنكِ تستحقين الأفضل.

وفي كل مرة تنهضين فيها، أنتِ لا تعودين كما كنتِ، بل أقوى، أهدأ، وأكثر اتزانًا.
وهذا هو المعنى الحقيقي للنمو… أن تتجاوزي ما كان يومًا يؤلمك، بابتسامة رضا وامتنان.
فما ظننته نهاية، قد يكون مجرد بداية لشيء أجمل بكثير مما تخيلتِ.

تعليقات

  1. كلماتك تلامس القلب وتوقظ فينا شرارة الأمل. الطموح هو الوقود الذي يدفعنا للأمام، وعدم الاستسلام هو ما يجعل الحلم ممكناً رغم كل العثرات. دمتِ ملهمة، ودام قلمك يكتب من نور الإرادة…رفيقتك في الدرب حنان العمري

    ردحذف

إرسال تعليق

أكثر ما لامس القلوب

قصص من تحديات وطموحات لا تموت ...

السقف الذي يحلم ....

أهلاً بكم في بين السطور