أنا توحدي ... إذن أنا مميز

التوحد، أنا مميز

الثاني من أبريل

يحكي حكاية مميزة.. غريبة.. وحيرت عالمنا وأطبائنا...

حكاية متواجدة منذ القدم.. حكاية لأشخاص مميزين.. مختلفين..

منذ أن اكتشف الدكتور النفسي السويسري أوجين بلولر في عام ١٩٠٦ حالة الانطوائية أو التوحدية لدى الأطفال، وصفهم بأنهم أشخاص يمتلكون حياة باطنية غنية جداً...

التوحديين ❤️

هم أشخاص تحصنوا بعالم خاص ومنعزل عن العالم الخارجي.. عالمهم ليس كما نراه، فهو مليء بالألوان والأحاسيس والمشاعر التي لا يمكننا فهمها بسهولة.

هم أشخاص يحتاجون إلى الثقة، الحب، الاحتواء، والاهتمام... كي ينغمسوا مع من حولهم. هم لا يسعون للاندماج مع العالم، بل يحتاجون لمن يفهم عالمهم الخاص، ويسعى لدعمه والاعتراف بتفردهم.

أنا توحدي... إذن أنا مميز...

بيل غيتس، ألبرت أينشتاين، إسحاق نيوتن، رسامون ومحترفون... لم يمنعهم التوحد من أن يكونوا مميزين وعباقرة. هؤلاء الأشخاص لم تقتصر قدرتهم على التفكير العميق في مجالاتهم فقط، بل كانوا قادرين على تغيير العالم بأسره بفضل طريقة تفكيرهم الفريدة والمختلفة عن الآخرين.

أنا توحدي... تقبل اختلافي.

إن التوحد ليس عبئاً أو مرضاً يجب الخجل منه، بل هو اختلاف يُغني البشرية بأفراد يمتلكون قدرات وحساسيات لا يملكها الآخرون. هؤلاء الأشخاص يعيشون في عالم خاص بهم، وإن كانت طريقتهم في التفاعل مع البيئة من حولهم غير معتادة، إلا أن هذا الاختلاف قد يفتح لهم أبواباً جديدة من التفوق والإبداع. أحياناً يكون هناك أفكار أو رؤى جديدة تظهر من خلال طريقة تفكير غير تقليدية، وفي الكثير من الأحيان، تبرز مواهب رائعة لدى التوحديين، كالرسم، العزف، أو حتى في التفكير العميق.

إلى كل أم يعيش فلذة كبدها مع هذا المرض... أود أن أقول لها:

بدأ طفلك حياته متحدياً منذ أن كان في المهد... لا تتركيه تائهاً في صمت المكان الذي يحيط به. هو بحاجة ماسة لحبك واهتمامك، فهو لا يفهم عالمنا بنفس الطريقة التي نفهمها نحن، ولذلك فإن دورك الأساسي هو محاولة فهم عالمه، وخلق بيئة آمنة له.

اهتمي به، أحضنيه، راعيه... فهو لا يفهم عالمنا، فحاولي أن تفهمي عالمه. حاولي أن تفتحِ أمامه أبواب التواصل بشكل تدريجي، لأن التوحد ليس عائقاً، بل هو طريق خاص يوصلنا إلى فهم آخر لما يمكن أن يكون عليه الإنسان.

في عالمه الخاص، قد يكمن الهدوء، التفكير العميق، والعبقرية التي قد لا نراها بسهولة. قد يصبح في المستقبل صاحب اختراعات عظيمة، أو فناناً يبهر العالم بإبداعه. أحياناً يتطلب الأمر فقط بعض الصبر والمثابرة لاكتشاف تلك المواهب الخفية التي تكمن في أعماقه.

أنتِ الأمل بالنسبة له. أن تكوني جزءًا من عالمه هو ما يحتاجه ليشعر بالأمان والتقدير. بمجرد أن تعملي على فهمه، سيتفتح أمامه العالم بشكل مختلف، وستكتشفين فيه إمكانيات غير محدودة.

ربما غداً يصبح عبقرياً، رساماً، أو عالماً... ❤️

بقلمي: هناء ❤️

#مدونة_هناء

تعليقات

أكثر ما لامس القلوب

قصص من تحديات وطموحات لا تموت ...

السقف الذي يحلم ....

أهلاً بكم في بين السطور